هبة سالم

في التدوينة دي عرض لبعض يوميات الطلاب:

كيرستن:

 أسرة جوزي ساكنة في كفر الدوار وهي مدينة صناعية في دلتا مصر قريبة من الاسكندية وعدد سكانها حوالي مليون اغلبيتهم بيشتغلوا في صناعة الغزل والنسيج واهم من كدا انه مافيش اجانب في المدينة او على الاقل وفي تجربتي الشخصية لم ار اجانب في كفر الدوار الا في الخيمة اللي حاقول لكو عنها الآن. فانا كنت بزور الاسرة في كفر الدوار كل شوية وانا ساكنة في القاهرة واحيانا طلعت الزيارات حلوة واحيانا صعبة، بس دايما اتعلمت حاجات جديدة خاالص عن مصر والثقافة المعقدة.  واخر زيارة روحت مع جوزي وقعدنا هناك حوالي ٤ ايام.

 المهم، بعد العشاء في الليلة التانية من الزيارة دي وانا قاعدة باشرب شاي في اوضة الصلون تصنت على اخت زوجي شيماء وحماتي بيتكلموا وهم بيطلعواال سنتيانات والملابس الداخلية التانية اللى اشتروها من شنطة بلاستيك. اشتروا الحاجات دي من يوم لماما الحاجّة وهي ام حماتي. بان لي انهم كانوا بيعملوا كدة عشان واحدة من السنتيانات مقاسها مش مظبوط وعشان كدا حماتي كانت بتصر ان شيماء ترجع المحل وتغيرها او ترجعها.  اتهيألي ان شيماء ماكانتش عايزة تعمل المشوار دا (اصلي انا شخصيا باكره الذهاب الى محالات عشان أرجّع حاجات) فتطوعت اوصلها هناك.

 مشينا انا وشيماء في شوارع المدينة المتهاية المزدحمة ووصلنا المكان: خيمة كبيرة جنب القناة وفيها سوق ملابس، بس اكتر الحاجات هناك كانت سنتيانات وملابس داخلية. ومش بسملابس داخلية  وسنتيانات بسيطة بس ملابس داخلية وسنتيانات مليانة بالترتر والريش وعلى بعض السنتيانات دواليب هواء خشبية، يعني حاجات استغربت منها واتكسفت منها كمان لانه وجودها في هذا المكان المحافظ المليان بمنقبات ومحجبات فعلا سلط الضوء على الفرق بين ما يحصل بره البيت وما يحصل جوه البيت هنا.  ولكن ليس هذا السبب الوحيد الذي جعلني اشعر بعدم الارتياح في وسط كل هذه الملابس الداخلية المستفزة — فأليس من المتناقض ان النساء المنقبات يلاطفن حلم سنتيان مغطي بالفرو امام عيون رجال غرباء في حين انهن لا يسمحن بهؤلاء الرجال للنظر الى جلد أيديهن؟

 اول مرة روحت المكان دا كان باين لي انه سوق مؤقت لمناسبة معنية من كترة حبل اللمبات الزينة والموسيقى بس لقيته موجود كل مرة روحت هناك على مدار ٦ سنين. اغلبية البايعين كانوا واقفين ورا تربيزات وفارشين بضايعهم في اكوام. عدينا كذا  تربيزة ووصلنا التربيزة بتاعة السنتيانة اللي معانا اللي صاحبيها زوج وزوجة من شرق آسيا. واتفرجت حوالنا ولاحظت ان التربيزة دي مش الوحيدة بتاعة ناس من شرق آسيا بس ماكانش اكتر من واحد او اتنين تانيين زي كدة والباقي كان بتاع مصريين.

 اخذت شيماء تصف المشكلة لصاحبة المحل بعد محاولات متكررة لجذب انتباهها وردت لها بلكنة غريبة قوي بس كلامها كان مفهوم حتى لو سبب صعوبات قليلة في التواصل بينهم ففي النهاية كان واضح انهم فهموا بعض، حيث أصرت الصاحبة انها ممكن تغير السنتيانة بواحدة تانية بس انه مافيش حل تاني ورفضت تساعدها في ايجاد المقاس الصحيح. اتفرجت على شيماء وهي بتدور على واحدة مقاسها مظبوط وبعد وقت قليل بقى من الواضح انه مافيش. تحول الكلام الى مناقشة ساخنة شوية وبصيت حول المكان ولاحظت تلات بنات في سن المراهقة محجبات لابسين ملابس محافظة  وكانوا بيتكلموا عني.

 “ااسأليها! اسأليها!” قالت واحدة منهم.

 وفي كل صراحة ظنت انهم كانوا عايزين يسمعوني اتكلم، ربما لانني انانية اكتر مما ادرك به، بس كمان عشان دا حصل قبل كدا كذا مرة في المدينة الصغيرة دي.

 لفيت عشان اشوفهم وماكانش اي دليل من الاهتمام في وشوشتهم. على العكس، فكانوا يركزوا على البيجامات على الترابيزه. واحدة منهم بصت علي وفي صوت باين كانها مضايقة قالت: بكم دي؟

 استغربت وفضلت ساكتة وبقت البنت مضيقة اكتر، وقالت: بتشتغلي هنا؟

 وشوشت: لاء. ولفيت تاني عشان اشوف لو شيماء سمعت بس لقيتها تركز على المساومة مع صاحبة التربيزة الصينية.

 بعد موافقتها على شراء شيء آخر بدل السنتيانة، خرجنا انا وشيماء من المحل وبدأنا المشي الى البيت. وفي الطريق هناك سألتها لو سمعت ما قالته البنت. قالت انها سمعت وابتسمت قليلا بدون اي اهتمام حقيقي في ما حدث. حتى عندما وصلنا الى البيت وانا حكيت القصة لبقية افراد الاسرة، ضحكوا قليلا ولكن لم يقدموا او افكار عنها. شعرت بالاحباط من عدم اهتمامهم بالقصة ولكنني ادركتان اهتمامي بالقصة كان اناني. ومع ذلك عندما حكيت القصة للامريكيين، كانوا مستغربين وضحكوا ضحكا كبيرا وهذا كان الرد الذي كنت ابحث عنه.

– تمت –

=========================================================================

كرستين أندرسون

۹ أبريل، ۲۰۱۱

عنف أكتر

ايه اللي بيحصل في البلد دي؟

إنه نهاية الأسبوع، وأنا مشغولة بالغاية علشان المذاكرة والاستعداد للاجازة اللي عايزة أخدها

بس

ده مش مهم دلوقتي

امبارح كان الجمعة، ومشيت لميدان التحرير من الدقّي علشان أشوف المظاهرة، التي أصبحت تقليد أسبوعي في القاهرة منذ نهاية الثورة المصرية.  أحب أن أحضر هذه المظاهرة

لأنها مثيرة للاهتمام.   (باحب أتكلّم مع بعض الناس اللطفاء اللي عايزين يعبّروا عن آراءهم لأجنبية مثليوكمان لأنّها نوع من التسلية

ممكن تشتري تيشيرتات وفشار وپوستور والى آخره، ومش لازم أدفع قرشا واحد لحضورها

المهمّ،  رحت الميدان حوالي الساعة ۱۲ ، أيّ وقت الصلاة، علشان أشتري الغداء من محليّ المفضّل في وسط البلد. كان معظّم الناس في التحرير منحنيين صامتين وهما بيصلّوا

على فكرة، كانت صورة جميلة وكان الجو سلمي هادئ. كثير من الناس قد جاءوا بولادهم، وكان فيه موسيقى.

رجعت البيت مبسوطة بعد ما شفت المنظر دا

 استقيظت في الساعة ۷ يوم السبت، أخذت الكمبيوتر بتاعي ركبت المترو الى محطّة السادات بعد أن صعدت السلم في محطة السادات، شفت منظر فظيع للغاية!! كان الميدان خال من العربيات، وكان مليان بالزبالة والنفايات

وقطعات طويلة من السلك الشائك كانت تحيط بالميدان وتعوّق المشي ومرور العربيات، وكان فيه مجموعات من الناس واقفين في مناقشة حادة. الجو كان متوتر وكئيب.

رحت بوابة الجامعة وكانت مقفولة  الحارس نصحني أني أسيب الميدان!!  استغربت قد نسيت أن أقرأ الأخبار ليلة الجمعة علشان الانترنت مش شغالّة كويّس في بيتي.

خدت تاكسي الى الزمالك، حيث قرأت عن خناقات بين الجيش مجموعة صغيرة من المتظاهرين يوم السبت  بدري، حوالي ۳ في الصباح، قرأت أن الجيش قد أطلق النار على الحشد، وماتوا اثنين، وجرح

العشرات.  كنت غاضبة ليه العنف دا؟ كنت غاضبة من الجيش والمتظاهرين كمان…  ليه هم قاعدين في الميدان في منتصف الليل ويعملوا مشاكل، وليه الجيش يجيبهم بالعنف؟ طبعا من حق الناس أن

يتظاهروا ويعبرّوا عن رأيهم، بس ليه همّة مصممين يقعدوا في الميدان بعد نهاية المظاهرة وبداية حظر التجوّل؟ أنا خايفة على مستقبل البلد دلوقتي.

– تمت –

=========================================================================

ريتشيل

١٩ أبريل، ٢٠١١

رجالة مصر

  

 المقدمة: بدأت الكتابة بالفكرة أنني سأحاول بقدر الإمكان تقليد أسلوب زينب أبو المجد في تناول موجوعات ثقافية. لذلك وجهت الفقرة الأولى لجمهور أوسع. بعد ذلك، اكتشفت أن الكتابة لجمهور أمريكي واسع قد يكون عملية مصطنعة، لأنني أكتب بالعربية. فقررت توجيه الكتابة زملائي الأمريكان في برنامج كاسا الذين يعيشون في وسط المجتمع المصري ويعرفون اللغة العربية.

 اتفقنا على ان أول ظاهرة أي أمريكي هياخد باله منها لما ينزل القاهرة أول مرة هي التلوث المتكدس وعدم الالتزام بإشارات المرور والرموز المتعددة للازدحام، منها الطرق الواقفة والعربيات اللي راكنة صف تاني والسواقين اللي ما بيشيلوش ايدهم من على الكلكس. طبيعي. لكن بعد ما ياخد الأمريكي دا على الدوشة والزحمة ويبتدي يركب مواصلات ويروح الشغل او الجامعة عادي، ممكن تلفت نظره ظاهرة تانية في شوارع القاهرة تتصادم تماما مع الثقافة بتاعته: تصرفات الرجالة.

 انتو ممكن تفتكرو ان أنا قصدي على المعاكسات والتحرش والكلام دا. لأ، طبعا الظاهرة دي موجودة، بس كل الناس بتوع المدونات كتبوا عنها أكتر من الهم ع القلب وأنا شخصيا زهقت منها وحاسة ان انتو أكيد زهقتوا كمان. أنا قصدي على تصرفات الرجالة مع الرجالة.

 أنا الصراحة أول ست أشهر عشتها في مصر، ماكنتش ببص على أي ذكر في الأماكن العامة، عشان ماستفزش حد. عبيطة، انا عارفة. بس المهم مامتي لما جات تزورني في اجازة نص السنة هي اللي خلتني اخد بالي من موضوع الرجالة وافكر فيه. كنا واقفين في البالكونة عندي في الدقي نتفرج على اللي رايح وجاي في الشارع. بعدما سألتني على لبس الستات واشمعنا كل المحجبات لابسين “سكسي” للغاية بغض النظر عن فكرة الاحتشام والفضيلة الاسلامية، قالت لي فجأة: “خدت بالك ان الصبيان ماسكين إيد بعض عادي وهم ماشيين؟” وخدت بالي ان دي فعلا حاجة عادية هنا، وحاجة تانية خالص في أمريكا. أنا ممكن اشوف منظر زي دا في مدينتي بيركلي مثلا، بس هفتكر الولدين دول  “كوبل” على طول. وناس كتير هيعتبروا الموضوع عادي، زي أي كوبل ولد وبنت. أو لو كان الولدين ماشيين في ولاية أوكلاهوما، ممكن يتقتلوا.

  بعدين لما كنت أنا ومامتي بنتمشي في وسط البلد نتفرج على الورش وجراجات العربيات عشان خاطر هوس مامتي بالحاجات دي، كنا بنشوف رجالة كتير كبار وصغيرين بيسلموا على بعض ويبوسوا بعض بوستين. استغربت مامتي تاني وفرحت في نفس الوقت: “شكله الولاد هنا بيبوسوا بعض عادي زي في إطاليا!”

 وأنا قلب لنفسي: أيوة صح، تقريبا الواحد بيشوف العادات دي في الأفلام الإيطالية والإسبانية ويمكن الفرنسية كمان. كان لازم افكر، واشمعنا عندنا في أمريكا بالذات كل الخطوط الحمرا دي اللي بتمنع ولدين أصحاب مفيش بينهم حاجة من مجرد مسك الإيد وهم ماشيين؟ حسيت ان مافيش اعتراف في ثقافة الرجولة الأمريكية (قصدي هنا تعامل الرجاله مع الرجالة) بوجود أي مشاعر أو أحاسيس غير جنسية. وفكّرني بنقطة انتقاد أنا وأصحابي الأمريكان لثقافة تعامل البنات مع الولاد في مصر: المجتمع المصري على وجه عام لا يعترف بحاجة اسمها “الولد والبنت دول مجرد أصحاب ومافيش بينهم حاجة.”

 أنا ومامتي اتفقنا على ان جزء من سبب الفرق بين تسامح الثقافة المصرية إزاء اظهار عواطف الرجالة من ناحية، وتعصب الثقافة الأمريكية من ناحية أخرى، جاي من عدم وجود أي نماذج “كوبلز” ولاد في مصر عايشين قدام الناس اطلاقا (في الثقافة العامة على الأقل). عشان كدا مش هييجي في بال معظم المصريين ان فيه حاجة بين الولدين اللي ماشيين دول. أما في أمريكا، واضح ان فيه نماذج كتيرة لكوبلز ولاد في الشوارع وفي الأفلام وعند شخصيات معروفة في الثقافة العامة. عشان كدا الولاد اللي مش بينهم حاجة لازم يميزو نفسهم عن اللي بينهم حاجة، حتى ولو مش معترضين على وجود الظاهرة دي في المجتمع. وافتكرت ان الموضوع خلاص تم تحليله.

وابتديت اناقش موضوع ثقافة الرجولة المصرية مع مصريين مختلفين، عشان الواحد بيزهق من الكلام عن “مكانة المرأة” يعني أو “عاداتنا وتقاليدنا الشرقية” الخاصة بعلاقات الولاد بالبنات، اللي باموت في مناقشتها طبعا. معظمهم كانوا بيستغربو، وخصوصا البنات، من نقطة مسك إيد الولدين في أمريكا ومعناه الثقافي. كذا حد قال لي: “اه، بس هنا عندنا عادي.”

 ماشي. مشكلتي ان انا لسه لغاية دلوقت مش قادرة اشوف الموضوع عادي في كل الأوقات. لما باشوف أستاذين في الجامعة أو راجلين أعمال في التليفزيون لابسين بدل بيبوسوا بعض، مابافكرش في حاجة. لكن لما باشوف شابين من اللي بيحطو زيت شعر كتير ماشيين ماسكين إيد بعض مقرّبين من بعض قوي وبيهزرو او بيتكلمو على موضوع مهم،  لازم ابتدي غصب عني أتخيل قصص الحب المحرم، أو الاعجاب أو الانجذات الجنسي الغير المعترف به من قبل الطرفين. وهي ناقصة، الشباب المصريين بيقولو لأصحابهم الصبيان “حبيبي” زي ما البنات بيقولوا لصاحباتهم. ودي حاجة المفروض معناها عادي كمان على عكس معناه الأمريكي، بس أحيانا بتساعد في القصص الخيالية بتاعتي. وساعات لما باشوف العيال بتوع الأمن لسه مخلصين الوردية بالليل ورايحين مع بعض يشترو عيش، بتيجي في بالي قصة بينهم عاملة زي Brokeback Mountain، بس في بيئة مختلفة زحمة شوية.

 أو أنا مثلا كنت طالعة سلم مترو الدمارداش وقت المغرب اللذيذ لما الدنيا قربت تليّل وفي لحظة كدا باطلع الكوبري وباشوف في وسط الشربات والكتاكيت الصفراء البلاستيك اللي بتتباع، باشوف واحد شاب واقف ساند ظهره على سور الكوبري وصاحبه  مقرب جسمه منه قوي كأنه بيحضنه، وفضلوا واقفين كدا شوية لدرجة اني معلش كان لازم أحس بحاجة كهربائية حتى من بعيد. وذلك مع اعترافي طبعا بانه كان ممكن يكونو واقفين كدا لأي سبب من الأسباب.

وفي نفس الوقت باقول لنفسي، طيب حتى ولو مش الاتنين دول، الاحصاءات بتقول لنا انه لااااازم يبقى فيه على الأقل شابين في القاهرة شكلهم عادي لكن بينهم حاجة، حتى ولو مش علاقة متكاملة. وما حدش واخد باله عشان الحركات دي بين الرجالة عادية.

 فيه حاجة تانية عرفتها من شوية ممكن تفيد التفكير العاقل حولين الموضوع (بدل تفكيري الغريزي العاطفي اللي مش هيفيد حد غيري). واحد صاحبي تابع مجموعة من الشباب بيقعدوا في ساقية الصاوي كان بيوصّلني أنا وصاحبتنا المترو. وسلمت على البنت وبُستها أربع بوسات كالعادة ومشيت أنا والولد عشان نركب الاتجاه العكسي. قال لي فاجأة: “اشمعنى البنات بيبوسوا بعض أربع مرات؟” قلت له: “والله أنا باتلخبط أصلا في موضوع البوسات دا، فيه بنات يبوسوك اتنين أو تلاتة وفيه أربع وفيه خمسة.” وقال: “بس مش كفاية اتنين؟ احنا الولاد بنبوس بعض مرتين وخلاص. البنات فيهم حتة المبالغة.” وخدت بالي انه لسه فيه حدود على لمسات الرجالة أكتر من على لمسات البنات. يبقى في الآخر ممكن تكون الرجولة المصرية زي رجولتنا بالضبط، والخطوط الحمرا تختلف في الدرجة وليس في المبدأ.

 -تمت –

=========================================================================

جوناثان اندلمان

يوميات أمريكي في أم الدنيا:

في بداية أجازتي قررنا أنا وشلة من اصحابي نروح دهب في جنوب سيناء عشان نستريح شوية ونقعد نقرا شوية في الشاطئ بجانب البحر. أنا طالب جامد قوي في برنامج كاسا وباشتغل كتير في المحاضرات وغكمال الواجبات وبالصراحة كنت تعبان قوي وماكنتش قادر اركز في الصفوف ولا في الواجب خالص وكل هموم دراستي اللي تعبتني في الايام دول. وعشان كدا لما سمعت من صديقي الخطة بتاعة السفر إلى دهب لمدة اسبوع وافقت وكنت متحمس قوي.
زرت دهب مرة واحدة قبل كدا بس طبعا المكان حلو قوي ويستحق أكتر من زيارة واحدة وفيه حاجات كتيرة هناك اللي لسه ماعملتهاش. والمرة دي الحاجة اللي كنت عايز اعملها هو طلوع جبل موسى اللي يقع قريب من دهب ممكن رحلة لمدة ساعتين في العربية. وطبعا الجبل دا مشهور قوي ومن أواخر الأماكن الاساسية اللي لسه ماشفتهاش في مصر وكنت عايز اشوفها وما ينفعش اترك مصر من غير زيارة الجبل دا مرة واحدة على الاقل.
بدانا رحلتنا بدري في الصبح في يوم الاربع وركبنا في أول أوتوبيس يروح دهب الساعة سبعة ونص، وغبت عن صفي الأدب الفلسطيني لأول مرة في الفصل الدراسي دا. بعد رحلة طويلة في الأوتوبيس وصلنا دهب وروحنا الفندق اللي كنا نبيت فيه، فندق ألاسكا. على فكرة فيه فنادق كتيرة مع أسماء غريبة خالص في دهب زي فندق الكنغر القافز وفندق البطريق الطائر اللي مش مناسب خالص لجنوب سيناء عشان مافيهاش أي نوع من الحيوانات دي خالص. بس دهب مكان غريب احياناً.
كنت عايز آكل في مطعم تايلاندي هناك سمعت عنه إنه رائع وحقل وبالصراحة ما خيبش أملي عشان الأكل هناك كان لذيذ خالص. واكلنا هناك 3 مرات وممكن احسن حاجة على قائمة الطعام كانت مخفوق الحليب بطعم جوز الهند “الميلك شيك” يعني، وكان شيك خالص ولذيذ كمان أجببته موت. كل يوم كان عندي مغامرة جديدة وبمغامرة أقصد يوم مريح وممتع. هدفي الوحيد فيه هو التسلية ونسيان برنامج كاسا خالص. وكنت عايز اكون كسلان. وفكرتي المثالية في الأجازة دي هي القعاد على كرسي الشاطئ وأنا حامل كتاب في يدي تحت المظلة واتظاهر إني اقراه بس بصراحة ماقريتهوش وبانام وباثرثر مع أصحابي كلام فاضي مالهاش معنى. يوم واحد عملنا سنوركل كدا وسبحما في البحر في منطقة اسمها الحافة الزرقاء مع أنبوبة للتنفس وقناع وشفنا كتير من الأسماك الملونة في كل الوان قوس قزح.
وفي يوم تاني روحنا شاطئ عام في الجانب التاني من الجزيرة منعزل وجميل مع مياه لونها أزرق وملئ بقناديل البحر أو اسماك الجيلي اللي كنت قلقان منها في الأول بس بعدما أخبرني راجل واحد إن النوع دا مش خطير عشان مالدغش بشر قبل كدا اطمانيت. ولكن النجمة الرئيسية في الإجازة كانت طلوع جبل موسى. بدانا نطلع في منتصف الليل تقريبا عشان كنا عايزين نشوف الفجر من قمة الجبل وكان اليوم عيد الفصح. كان التسلق لقمة الجبل مرهق ومتعب للغاية وهي من أصعب الحاجات البدنية اللي قمت بها في حياتي وخاصة في نهاية الطريق فيه سلادم او أدراج الكفارة وهدفها فحص او اختبار قوة إيمان الراهب وتطهيره من الذنوب. أما أنا فماكنتش مستعد لها وكنت في الحقيقة باشك في قدرتي لإكمال الرحلة عشان نبض قلبي المتسرع يمكنه يطعن صدري إلى جزئين مثل فرخة مشوية قطعها الجزار إلى ثمانية أجزاء. ولكن مع المساعدة وصلت إلى القمة وشفت شروق الشمس ونزلت. وغادرت دهب ومعي ذكريات حلوة كثيرة مش حانساها أبداً.

– تمت –
=========================================================================

ألكس بلاكمان

النوت عن القاهرة (وأمريكا):

عن الجمهور:
باكتب النوت ده لجمهور أمريكي وبتحديد جمهور مثقف إلى حد ما بمعنى أن الجمهور ده بيهتم بمصر والوضع في العالم العربي فضلا عن إنه بيفكر بطريقة مستقلة في مشكلة الاحتكار في وسائل الإعلام الأمريكية.

الاحتكار في الإذاعة:
كل يوم باروح الجامعة الأمريكية في ميدان التحرير وتقريبا كل يوم باركب تاكسي من زمالك إلى وسط البلد. وطبعا في مدينة فيها أكثر من خمسين ألف عربية تاكس. (عدد عربية التاكسي الرسمي في القاهرة في عام ٢٠٠٥ وصل إلى خمسين ألف. وكلنا عارفين دلوقتي الأرقام بتاعة الحكومة السابقة كلها مضروبة وكمان فات سبعة أعوام بأة فأكيد في أكثر بكثير اليوم. أنا شخصيا بأحس مهرية عربيات التاكس…) طيب، خلاص، حنقول بأة في حوالي مئة ألف عربية تاكس في القاهرة. كويس كدة؟ خلينا في المهم…أركب تاكسي كل يوم ولاحظت إني عمري ما أقعد في تاكسي والسواق مابيسمعش حاجة على الراديو. بس حقيقي ما فيش تنوع خالص …السواقين بيسمع إما الأخبار المأساوية الدائمة من العالم العربي أو شادية والأغاني الوطنية القديمة أو أخبار الجون اللي أبو تريكة لسة شايطه في أحد ماتشات كرة بين الأهلي وزمالك أو موسيقى شعبية ازي الأغاني بتاعة محمود سمير بأة! طيب، حأعمل أي بأة إذا مش عايزة أسمع كرة ولا أم كلثوم ولا عمرو دياب؟ أنا مش فاهمة إزي بلاد لها أكثر من ثمانين مليون واحد موجود في البلد ومالهاش تنوع أكثر شوية في ما يخص البرامج اللي تتذاع على الراديو.

الكلام ده بيفكرنا بحاجة؟ نرى تقريبا نفس الظاهرة في أمريكا ولكن بصيغة مختلفة وقد تتفاقم الظاهرة تفاقما كبيرا في أمريكا. في أمريكا في شركة للإعلام اللي تحتكر الإذاعة إلى حد بعيد: شركة كلير تشانيل (قناة كلير). وهي مش زي أي شركة، هي كونغلوميريت أو شركة أم. وطبعا المصطلح ده يشير إلى أن الشركة دي تسيطر على عدد كبير من الشركات اللي يتشتغل في مجال أو سوق معين مثل الإذاعة. وفي النهاية معظم القنوات لها نفس الأغاني اللي في قنوات الموسيقى ونفس وجهات النظر تطلع على القنوات الأخبارية. وعلشان كونغاوميريت كلير تشانيل والعدد المنخفض للقنوات المستقلة، التنوع في قنوات الإذاعة زي في مصر تقريبا…آه وعلى فكرة، نسيت أقولكو: شركة كلير تشانيل كتر ألف خيرها مسكت كل قناة في أمريكا حتى عندنا تقريبا ما يسميه في مصر القنوات الحكومية. بس!!

– تمت –

=========================================================================

في التدوينة دي هتلاقوا شعر اتكتب أثناء الثورة أو بعد الثورة بفترة قليلة…

شعر عامي:

– يا مصر هانت وبانت

– الميدان

– ارفع راسك فوق إنت مصري

أهلاً بكم في مدونتي والتي سوف أضع فيها بعض المواد التي استخدمها في فصولي في اللغة العربية سواء كانت بالعامية المصرية أو بالفصحى…

وبداية أول ما سوف أضعه هنا هو ما أدرسه في الفصل الدراسي الحالي (خريف 2011).

1) فصل العامية المقروءة

2) فصل الاستماع الأكاديمي